الرئيسية
آلامٌ شديدة يعاني منها رأس الدعوة، يكاد رأسها يتصدع من كثرة الألم لولا فضل الله علينا وحفظه لدعوته المباركة ومن ثم دعاء الأخيار المجاهدين من أبنائها الأوفياء .وعذراً إن أشركناكم آلامنا أقصد آلامها، ولكنه « ركن التجرد » الذي يُلزمُك أن تحيا لدعوتك وتعيش لها .. تفرح لفرحها وتتألم لألمها، وتكون على جاهزيةٍ تامة لنصرتها والذود عنها كالجندي في ثكنته ينتظر الإشارة !!
أول الآلام .. شكوى بلا عمل !!
فحينما صدع الراشد بقوله في [ فضائح الفتن ] بأن : " المعسكر الذي تسوده البطالة، يتقن فن المشاغبات " ، كانت في محلها بل في القلب، وإنها لمصيبةٌ عظيمة أن نرى هذا المثل اليوم قد أصبح شعاراً نردده كثيراً في نقد أصحاب الألسنة الطويلة التي ليس شأنها إلا القيل والقال والشكوى وكثرة السؤال !!
وإنه واللهِ لكلامٌ قاسٍ على النفس أن نٌحَدّثهٌ إليكم، ولكنها الدعوة التي فديناها بأنفسنا وأموالنا وارتضينا أن نكون لها كبش فداء .
ولعلها تكون جلسة مصارحة، الترهيب فيها أكثر من الترغيب، فلطالما رغبنا وحبّبنا، وقصّرنا في حق الترهيب كأسلوبٍ تربوي ناجع، وسندُنا في ذلك منهج الإمام عبد القادر الكيلاني حين شعر بأن أحد تلامذته قد تضايق ذرعاً من أسلوبه الخشن في الدعوة والتربية فأجابه معللاً لهذا الأسلوب أن: " لا تهربوا من خشونة كلامي، فما ربّاني إلا الخشن في دين الله عز وجل " .
ونحن نقول لا تتضايقوا من خشونة كلامنا لكم ونصائحنا التي نسديها إليكم، ولكنها الدعوة .. ولكنها الدعوة .. ميراث نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم !!
ماذا يعني في ميزان العمل الإسلامي أننا أصبحنا من أصحاب القيل والقال وكثرة الشكوى والسؤال دون عمل؛ يعني هذا أننا قتلنا دعوتنا التي زعمنا- سلفاً - أننا أوفياء لها ، وإن حدث هذا وللأسف فاقرأ على الدعوة الفاتحة ..أو بالأحرى الخاتمة !! كما يقول شيخنا الراشد .
وللأسف.. الكثير من شباب الدعوة اليوم يؤلِمونَ رأس الدعوة بكثرة الشكوى والسؤال، لِمَ فلان يتقدم ويصبح أميراً و" أنا " لا أصير كذا، ونسي أو تناسى هذا المسكين أن أول كلمة يعلمها الشيطان لصريعه أن يتقن قول : " أنـا " ويتفنن في الدفاع عن « الأنا » بحجة أنه كان ولا زال .. ولم يصر ولم يتقدم !!.. ولكن نحن نعرف لماذا أنت لم تتقدم ولَِم لم تصبح إن أردت « أميراً » أو إن شئت « محبوباً »، وندعوك لسماع إجابة سؤالك هذا من الزاهد بكر المزني إذ يقول : " إذا وجدتَ من إخوانك جفاءً فذلك لذنبٍ أحدثته فتب إلى الله تعالى، وإذا وجدت منهم زيادة محبة، فذلك لطاعة أحدثتها .. فاشكر الله تعالى " .
فليكن هذا مقياس تعاملنا مع خلق الله تعالى ومع أبناء دعوتنا خاصة، فإذا لقيتَ منهم وداً وتقديراً وزيادة تكليف بعملٍ دعوي أو جهادي، فاشكر الله على نعمه وفضله بأن رزقك حب هؤلاء لك بطاعةٍ أحدثتها أو معروفٍ نشرته. وإذا رأيت إعراضاً وجفاءً فذلك لذنبٍ أحدثته، أو ربما لسرٍ كشفته، أو نومةٍ عن صلاة فجرٍ .. فضحتك !!
يريدون تصفية العدو..ونفوسهم أحق بالتصفية !!
مفارقاتٌ عجيبة قد لا نلقي لها بالاً تهوي بنا في نار جهنم خمسين خريفاً ، تلفتَ إليها حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه- زمن التابعين فقال : إن الكلمة كان الرجل في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحسب بها من المنافقين أسمعها اليوم في المجلس الواحد أربع مرات " .. والأخطر من هذا ما قاله أنس بن مالك : " إنكم لتعملونَ أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعٌّدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات " .
واليوم أيها الأخ الحبيب .. كم مرةٍ شاركنا في قتل أخٍ مجاهد عزيزٍ علينا بعدم المحافظة عليه ونشر أسراره ودعاية رقم سيارته، بل كم مرة كشفنا اللثام عن وجه أخٍ مجاهد بغيبة أو نميمة ليُكشف أمره أمام الناس !! وكم .. وكم ... وكم .
نقسم بالله العظيم أنه يكاد القلب يتفطر حزناً وألماً، ويبكي دماً حين نجد أن : الأخ الذي أعدته الجماعة ليكون معي جنباً لجنب في ساحة المعركة أصبحت أطعن فيه !! ".\
أخي .. اعقد العزم واجعل همك دعوتك، كيف تنمو ؟ كيف تصل إلى أكبر عددٍ من الناس ؟ كيف يهدي الله على يديك رجلاً واحدا ؟ فهذا والله أفضل من أن نقضي نهارنا وليلنا و(رباطنا) في القيل والقال والغيبة والنميمة !! ولتكن فيك همةُ إمامنا حسن البنا واخجل من نفسك حين تمنى : " وددتُ أن أٌبلّغ هذه الدعوة لكل طفلٍ يولد ". واحزن على حال دعوتك التي ما ينفك أعداء الله للتخطيط لبترها وهدمها والقضاء عليها، واجعل هذا الحزن ملاصقاً لقلبك فهي وصية مالك بن دينار : " إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب " . فلا تكن أحد جنودهم المجهولين وأنت لا تدري، فها نحن ندعوك أخي المعطاء لتحزن معنا على دعوتنا، لنتقرب بهذا الحزن إلى الله تعالى ..
رقاق إذا ما الدجى زارنا *** غمرنا محاريبنا بالحزن
حزن.. لكنه فرح، وليس ثمة تناقض !!
في الختام ، تذكر أخي الحبيب ما قاله الراشد في مساره أن : " كلما شاعت الأخلاق الإيمانية الفاضلة بيننا وزادت نسبة صفاء القلب وكثر الاستغفار وتوالت التوبة: كانت خطتنا أقرب إلى النصر في التصور الإسلامي، وأجدر بالوصول إلى غايتها " . وابدأ بنفسك ولا تكن ممن يرى القذى في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عينيه !!
أخي نسأل الله تعالى أن يكون طرحنا هذا قد لاقى في نفسك إقبالا، ولكن إن لم يكن فليس أمامنا إلا ما قاله المربي المدلّل :" لا تنفع ربتةٌ خفيفة على الكتف، وإنما يقتضي الأمر " نفضة" وهزة، بل.. وصفعة !! "
سلّمك الله من صفعات الدعوة .. ما دمتَ لآلامِها مسكِّنا.
» أفرغ الكهرباء من جسمك
» مذكرة المراجعة النهائية ..... تشمل (أطلس + س&ج + تدريبات)
» اربح إستضافه 10 جيجا + دومين لمدة سنة مجانا
» الآن حمل أى فيديو من اليوتيوب وأى أى موقع آخر بدون برامج وباكثر من جودة وصيغة
» مستنى ايه >>> رشح نفسك للاشراف
» قاءمة كتب عن تاريخ الترجمة
» أولويات عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)
» حارب الأنفلونزا
» تردد القنوات التعليمية الجديدة على النايل سات ومواعيد البرامج التعليمية
» موسوعة المعارف التاريخية (فى تاريخ الأمريكتين)
» امتحان شامل على الوحدة الأولى جغرافيا .. وطننا العربى
» امتحانين جغرافيا على الدرسين الاول والثانى من الوحدة الاولى
» امتحان على درس أبو بكر وعمر بن الخطاب
» أسئلة على درس وطننا العربى الموقع و المساحة