:11:
كيفيّة
نشوء الكون والوجود
في
القرآن الكريم
بداية الكون ونهايته
مصدر المادة الكونية
الدهر وعلاقته بالمادة
إثبات وجود حياة بكواكب أخرى
تعريف
تعريف
تقوم الدراسة على ما صح من علوم إنسانية ودينية ، لإيجاد ما هو مناسب منها وتقوم على الدليل لخدمة تساؤلات مختلفة تخص الوجود اعتاد الناس عليها في تطلعهم الدؤوب وبحثهم الدائم عن معرفة الذات أملا في إرضاء أنفسهم والوصول بها إلى السكينة ، وفي مثل ذلك يتساءل الناس باستحياء عن أمور كثيرة يتعلق بعضها عن كيفية خلق الكون بما فيه من سماوات وأرض ، وعن مصدر مادته المكونة له ، وعن علاقة المادة بالمكان الكوني وبالزمان ، وعن كيفية خلق الحياة ... الخ ، وبالمثل ! هل يعقل أن تكون الصدفة هي التي أوجدت الحياة والوجود القائم من العدم أم هنالك خالق ؟ ... الخ من التساؤلات المحيّرة المتزايدة في عصرنا ، أمّا عن أسباب تلك التساؤلات غير المعلنة ، فإنها تعود إلى إدراك الناس لحقيقة الموت كونه أجلٌ محتوم ينتهي بفعلَه نشأهم الذي هم عليه الآن ، بالإضافة إلى خوفهم الشديد من المجهول ، أو من المرحلة التي تلي حدث الموت حيث لا يعلمون عنها شيئاً .
مثل تلك التساؤلات قائمة منذ الفجر الأول لوجود الإنسان ، وبالمثل توالت الثقافات والنظريات التي خاضت في مختلف الاتجاهات الفكرية بحثا عن أجوبة قد تناسب المنطق ويرتضيها العقل ، فنتج عن مثل تلك النظريات نهجان أساسيان همها :
النهج الأول : عبارة عن فلسفة تقوم على الإلحاد وتعتمد في فكرها على مجموعة من النظريات السائدة ، نافية في مجملها أي احتمال لوجود خالق للكون القائم حيث ثبت بطلانها .
النهج الثاني : يقوم على عقائد مُختلفة تسمى أديان ، يُستخلص من مبادئها أن للكون وللحياة خالقاً أوجدهما ، وعلى أنه هو المدبر لشؤونهما ، لكن غالبيتها تعارضت في تفسيراتها مع الكثير من العلوم الصحيحة ولم تتفق معها .
ولسبب أن النهج الأول القائم على الإلحاد ليس من مواضيع البحث ، لذا سنكتفي منه بوضع بعض التساؤلات المستخلصة عن نفيه لوجود الخالق جلّ شأنه ، وسنفترض مجازاً أن الكون كما هو الآن ذاتي التكوين ، وأن وجود الحياة على الأرض بدأ صدفة تحت ظروف كيميائية وفيزيائية معينة تلاءمت مع بعضها البعض في زمن مّا! نتج عنها تكوّن أول خلية حيّة ، ثم تكاثرت الخلية وتخصصت فيما بعد مكونة مستعمرات أو أشكالاً حيّة لكل خلية منها وظيفة تقوم بها ، إلى أن تطورت تلك المستعمرات البسيطة التكوين لتصبح مخلوقات متخصصة ضمن بيئاتها منتهية في تطورها على شكل دابَّة ، بمعنى أن النهج الأول يفترض أن الكائن الحيّ الواحد عبارة عن نظام ذاتي التكامل يعمل كالدائرة المغلقة ، بحيث يصبح تعريف الموت وكأنه عُطل يُصيب تلك الدائرة فينتج عنه توقفها ومن ثم تلفها !! ، وبالمثل يتضح أن النهج الأول لم يساهم مساهمة فاعلة في الرد على أيٍ من تساؤلات الناس الثابتة التي من أهمها على سبيل المثال لا الحصر :
- ما هي المادة ؟ وكيف تكوّنت ؟ وما مصدرها الذي جاءت منه أول مرة لتملأ الكون بما فيه ؟ .
- ما هو الزمان الذي لا يحيد عن نطاقه شيء في الوجود ؟ .
- ما هو المكان الذي يحتوي الكون في مساحته وفي كُتلته ؟ وما ماهيّته ... الخ ؟ .
الكون موجود ... تلك حقيقة مُسلم بها ، وكونه موجوداً فهذا يعني أن مكوناته تشغل حيّزاً من شيء مّا أكبر منه قادر على احتوائه ! ... استنتاج طبيعي عن إقرارنا لحقيقة وجود الكون ومكانه ، بمعنى أنه لا يجوز الافتراض أن مكان الكون أو الحيّز الذي يحتويه وهمي ، وإلا لأصبح الوجود القائم بما فيه من السماوات والأراضي والعدم سواء ، لكن الكون يشغل حيّزاً حقيقياً من شيءٍ مّا يحتويه في جميع أبعاده وفي مكوناته ، وبقبولنا لهذا المبدأ المجرد ، علينا ألا نتوقف عند هذا الحد ، بل التسلسل في أفق التساؤل عن الشيء الذي يضم المحتوى الأول ، ثم البحث عمّا يحتوي الآخر ... من حيث أن يكون التساؤل تصاعدياً بين المحتوى والمحتوي إلى مالا نهاية ! .
- ما هي أسباب التشابه في ماهيّة الكون وفي هيئته ، وفي ترابط نظامه مع بعضه البعض إن لم يكن له خالق أوجده ؟ .
- كيف تتحول المادة الميتّة في أصلها إلى خلية حيّة لها كامل صفات الحياة والاستقلال من حيث الغذاء والتكاثر ومن ثم الشيخوخة فالموت ؟ ، وما هي التغيرات التي تحدث داخل الخلية الحيّة لحظة موتها دون أن يغير ذلك من صفاتها الظاهرة ؟ ، بمعنى أن موت الخلية الحيّة لا يُحدث عليها تغيير ملموس ساعة موتها بحيث يستطيع الناس قراءته بالطرق الاعتيادية .
- ما هو الذّات الذي لا يُحدد مكانه عضو في الجسد وكيف نُعرفه ؟ ، مع العلم أن لكل كائن حيّ ذاتاً مستقلاً مهما صغر وإن كان وحيد الخلية .
- هل يوجد خلق آخر في الوجود مُختلف في ماهيّته نشئه على هيئة جان مثلاً من حيث لا يستطيع الإنس رؤيتهم ؟ فإن وجدوا ، فما ماهيتهم ؟ ، وبالمثل هل توجد عوامل قد تشترك بين نشئهم وخلق الإنس ، وهل هم يتكاثرون ومن ثم يموتون كحال البشر مثلاً ... وكيف ؟ ، ولم خلقوا على تلك الماهيّة ، وهل هم مُكلفون بعبادة الله عز وجلّ ، وهل بينهم المؤمنون والمجرمون ... الخ ؟ .
تلك بعض من التساؤلات التي تستوجب الرّد عليها في أي نهج لكي يكون صحيحاً مكتملاً ، وليرتضيه الناس وليؤمن لهم راحة البال والطمأنينة المرجوّة ، ولسبب أن النهج الأول لم يوفر الرّد المقنع على أي منها ، لذا اتجه الناس في غالبيّتهم إلى البحث في علوم أخرى أملاً منهم أن يجدوا فيها الردّ الشافي على تساؤلاتهم .
لنفترض مرةً أخرى أن الكون أوجده خالق وهو موضوع البحث ، لذا فمن الطبيعي أن يكون الخالق المُفترض هو المدبر لشؤونه ويعلم أسراره ... استنتاج لفرضيّة وجود الخالق ، كذلك فمن الطبيعي أن يكون خالق هذا الكون والناس قادراً على الاتصال بهم ومن ثم الكشف لهم عمّا سبق طرحه من تساؤلات بشكل موضوعي وواضح وأن يتفق الردّ المنشود مع العلوم الصحيحة وقدرة الناس على فهمه ، وأن يكون بعيدا عن أي طقوس أو شعوذة لا يفقهها أحد ... استنتاج آخر لنظرية وجود الخالق ! .
الحقيقة أن الناس قد تفاوتت آراؤهم فيما بينهم على تفسير الاتصال بين الخالق وخلقه لسبب تنوع معتقداتهم وتعدد الأخطاء في غالبيتها ، لذا فعند البحث بين معتقدات الناس نجد أن كل فريق منهم يدّعي أن معتقده هو الصحيح ، وأن معتقدات الآخرين على خطأ ، مع العلم أنهم يتفقون جميعاً على أن للكون خالقاً واحداً أوجده ، فما سبب تلك الاختلافات إذاً ؟ .
ملحوظة : إن كانت غاية القارئ تهدف إلى التوصل لمعرفة الردّ الصحيح على التساؤلات السابقة وكذلك أسباب الاختلاف بين المعتقدات ، عليه أولاً ألا يأخذ بالأخطاء التي وقعت فيها بعض المعتقدات كدليل مادي يعزز به نفي الاتصال بين الخالق وخلقه ... وإن ظلّ معظمها ! ، وبالتالي ينفي وجود الخالق ، بل على القارئ أن يُدرك أن تعددها واختلافها يُعتبر مؤشراً ملموساً يؤيد بما ينفي الشك من أن هناك اتصالا فعليا بين الخالق وخلقه ، كما أن سبب اختلافها وتضاربها فيما بينها لهو دليل قيّم يُظهر قدم الاتصال بين الخالق وخلقه في جميع العصور والأزمنة ، وأن سبب علّتها يكمن في قدمها وصعوبة الحفاظ عليها دون تغيير إلى هذا اليوم .
هذه الحالة من التضارب والاختلاف بين المعتقدات نتج عنها شيء من القصور في مفاهيم الناس ، ولم يستطع الكثيرون التمييز بينها وبين الدين الصحيح الثابت ، وبين ما حاد وتغيّر على مرّ السنين لسبب قدمه ، كما نتج عن تلك الحالة الكثير من النظريات المختلفة والإلحاد كالتي سبق بيانها في النهج الأول ، لذا نذكر مرّة أخرى للأهميّة على أنه إن كانت لدى القارئ رغبة حقيقية صادقة في البحث ومن ثم إيجاد الرد الشافي على مثل التساؤلات السابقة ، عليه القيام بالبحث في معتقده أولاً ، ومن ثم في المعتقدات الأخرى بتجرد وبموضوعية تقوم على نمط موحد من التساؤلات والشروط كما هي مبيّنة في موضوع البحث ، ومن ثم استخلاص ما هو صحيح منها ويقوم على الدليل البيّن ، وإسقاط ما حاد وتبدّل على مر السنين ، ذلك أن سلامة البحث القائم على النهج الموحد ، يؤدي بالباحث إلى استخلاص ما هو مؤكد من بين المعتقدات المختلفة ومن ثم تدارس الدين الصحيح والاستفادة منه ومن علومه المختلفة .
بعض الشروط الواجب توافرها في الدين ليكون صحيحا ومنزلاً من الخالق إلى خلقه :
- كي يكون الدين المراد بحثه صحيحا ، يجب أن يكون مُنزلاً بكامله من الخالق وعلى لسانه ( بالنص ) لكافة خلقه أينما كانوا ... على كوكبنا هذا ، أو على بقيّة كواكب الكون إن وجدت عليها حياة ! ، وألا يكون من قصص البشر أو أن يقوم عليه وصيّ أو وسيط يَحول بينه وبين عامّة الناس ، وألا يكون مُخصصاً في علومه أو في تكاليفه لفئة من الناس دون غيرها ، كما يجب أن يَتَرفع عن الخطأ مهما صغر وإن كان حرفاً واحداً ... استنتاج يقوم على مفهوم أن الخالق لا يخطئ كونه ليس بشراً ! .
- فإن صح ما سبق ، يجب على الدين المفترض أن يكون قابلاً للبحث والنقاش في مختلف تعاليمه ومواضيعه وعلومه دون شرط الانتماء إليه ، ودون تحفظ أو خصوصيّة أو سريّة في مناهجه أو في تعاليمه وتكاليفه .
- فإن صح ما سبق ، عندها يجب أن يكتمل الدين المفترض في جميع تشريعاته الاجتماعية والاقتصادية والعقائديّة كمالاً مُطلقاً ، وألا تتعارض تعاليمه وفطرة الناس ، بمعنى ألا يقع على الناس ضرر نتيجة تطبيقهم لتعاليمه ، وأن يستفيد الناس منها عند تطبيقهم لها في حياتهم العَمليّة ، كما يجب أن تتوافر في الدين المفترض جميع الإجابات لجميع التساؤلات العامة منها والخاصة ، بل ويجب أن يُفسِر الدين المفترض الكيفيّة التي خُلق بها الكون ، ويكشف عن مصدر مادته أول مرّة ، وأن يبيّن الكيفيّة التي خُلقت عليها الحياة ، ويُعرِّف الذات ومن بعده الموت ، وأن يُبيّن إن كان في الكون خلق آخر حيّ كخلق الناس على الأرض ، كما يَجب على الدين المفترض أن يُعرف الزمان والمكان تعريفاً صحيحا ، بشرط أن تتوافق جميع إجاباته بالعلوم المؤكدة ولا تتعارض معها ، وأن تسمو تعاليمه عن الخطأ مهما صغر .
قد يتصور البعض أن تلك الشروط قاسية للغاية ولن تسمح لأي معتقد أن يتطابق معها ، لكنها أداة هامة ستمكن الدارس من التمييز بين الدين الحق وبين ما تغير من معتقدات ، وبالتالي سيتجلى من خلالها الفرق بين قول الخالق الحقيقي الذي أُنزل ، وبين كلام المخلوق فتُحيّده ... أي ما كَتب منها الناس بأيديهم ونسبوه للخالق ظناً أنه من قول الله ، لذا فإن كان هناك مُوجِد لهذا الكون بما فيه ، فمن الطبيعي أن يكون هو الأعلم بعلومه وأسراره ... كونه هو خالقه ! ، وبالمثل ، فإن وجد ذلك الدين وتوافرت فيه الشروط السابقة الذكر ، بل وتجاوزها في علومه بما لا يستطيع بشر أن يدرك حدود معارفه ، عندها هل يحق لذلك الدين أن يُعرّف على أنه الدين الصحيح المُنـزل من الخالق لخلقه .
:16:
:27:
الأحد نوفمبر 11, 2012 7:19 pm من طرف hazemabdoo22
» أفرغ الكهرباء من جسمك
الإثنين مايو 02, 2011 2:30 pm من طرف أبى الدحداح
» مذكرة المراجعة النهائية ..... تشمل (أطلس + س&ج + تدريبات)
الأحد ديسمبر 05, 2010 3:41 pm من طرف مارينامجدىيوسف
» اربح إستضافه 10 جيجا + دومين لمدة سنة مجانا
الأربعاء سبتمبر 08, 2010 7:08 pm من طرف محمد فتحى
» الآن حمل أى فيديو من اليوتيوب وأى أى موقع آخر بدون برامج وباكثر من جودة وصيغة
الجمعة يونيو 11, 2010 3:19 am من طرف محمد نوفل
» مستنى ايه >>> رشح نفسك للاشراف
الجمعة يونيو 11, 2010 2:49 am من طرف محمد فتحى
» قاءمة كتب عن تاريخ الترجمة
الأربعاء يونيو 09, 2010 7:33 am من طرف محمد فتحى
» أولويات عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)
الأحد يناير 31, 2010 2:11 am من طرف محمد نوفل
» حارب الأنفلونزا
الأحد يناير 24, 2010 10:47 pm من طرف محمد نوفل
» تردد القنوات التعليمية الجديدة على النايل سات ومواعيد البرامج التعليمية
الأحد يناير 24, 2010 10:11 pm من طرف محمد نوفل
» موسوعة المعارف التاريخية (فى تاريخ الأمريكتين)
السبت يناير 09, 2010 3:02 pm من طرف محمد فتحى
» امتحان شامل على الوحدة الأولى جغرافيا .. وطننا العربى
الأربعاء ديسمبر 16, 2009 10:57 pm من طرف محمد نوفل
» امتحانين جغرافيا على الدرسين الاول والثانى من الوحدة الاولى
الخميس ديسمبر 10, 2009 3:02 pm من طرف محمد نوفل
» امتحان على درس أبو بكر وعمر بن الخطاب
الخميس ديسمبر 10, 2009 2:34 pm من طرف محمد نوفل
» أسئلة على درس وطننا العربى الموقع و المساحة
الخميس ديسمبر 10, 2009 2:16 pm من طرف محمد نوفل