مراحل خلق الكون
تنقسم مراحل خلق الكون لعدة أقسام أهمها خلق المادة ونشوئها من العدم ( اقرأ باب مصدر المادة الكونية ) ، ثم تكوّن الرتق الذي جُمعت فيه المادة بعد نشوئها إلى أن فُتق وتناثر محتواه كالغبار في المكان الكوني ، ومن ثم تَجمع مادته في أشكال مختلفة الحجم منتهية على شكل نجوم وكواكب إلى أن استقرت في سماء واحدة ( مجموعة كونية واحدة ) دون أي تقسيم ، لذا سنبين في هذه المرحلة من البحث كيفية تقسيم السماء الواحدة إلى سبع مجموعات بآيات بيّنات من القرآن الكريم .
تقسم الكون إلى سبع سماوات
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "(29) البقرة .
تُبين الآية الكريمة أن الله عز وجلّ خلق وهيأ للناس كل ما في الأراضي من منافع أولاً ، ثم قصد جلّ شأنه إلى السماء الكونيّة الواحدة التي تضمّ جميع النجوم والكواكب في هذه المرحلة ، فقسمها إلى سبع سماوات أو سبع مجموعات ، كما أن تسمية السماوات بكلمة " السَّمَاءِ " في بادئ الآية الكريمة استثناء ! مؤشرٌ يدلّ على عدم تباين النجوم والكواكب كمجموعات عن بعضها البعض في تلك المرحلة المبكرة من نشوء الكون ، وفور حدوث ذلك التقسيم ، تعود الآية الكريمة لتسميتها بما تعارفنا عليه في معظم الآيات الكريمة ذات العلاقة بكلمة " سَبْعَ سَمَاوَات " ، بالإضافة إلى أن الآية الكريمة بها تخصيص في خلق الأقوات والمنافع وتقديرها في جميع الأراضي أولا ، ليليها تقسيم " السَّمَاءِ " إلى " سَبْعَ سَمَاوَات " وتنظيمها ومن ثم خلق الناس ، مما يعني أن الآية الكريمة لا تخص نشوء ذات المادة أول مرة وتشكُلها على هيئة نجوم أو كواكب ، إنما تُبين تهيئة جميع الأراضي لخلق الدّابة عليها ، بالإضافة إلى أن تنظيم النجوم والكواكب وتقسيمها إلى سبع مجموعات كونية ووضع مساراتها الفلكية ، بمعنى آخر أن أمر الله عز وجلّ في بدء نشوء الكون يخص المادة كي تَمتثل لباريها " طَوْعًا أَوْ كَرْهًا " عندما كان الكون خاليا منها لقوله تعالى " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ( خالية ) فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "(11) فصلت ، ثم شكلّ جلّ شأنه منها الرتق لحظة تجمعها فيه ، ومن بعد ذلك فتقه مكوناً منه جميع النجوم والكواكب لقوله تعالى " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "(30) الأنبياء ، وبعد الانتهاء من تلك المرحلة ، استوى جلّ شأنه للسماء الكونية الواحدة وهي مختلطة بنجومها وكواكبها كما هو بيّن في الآية الكريمة ، فقسمها إلى سبع سماوات بعد أن قدر الأقوات في جميع الأراضي ، وهذا تواتر صحيح لمراحل نشوء الكون الدنيوي كما بيّنه الله عز وجلّ في القرآن الكريم ، بالإضافة إلى ما سبق ، نستخلص من الآية الكريمة دليلاً آخر يُظهر وجود النجوم والكواكب في تلك المرحلة ، مما يعني أن الله عز وجلّ يكشف للناس في الآية الكريمة عن خلق ما في الأراضي من أقوات وأرزاق لقوله تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ " وليس نشء ذات الأرض أو ذات السماوات ، أي أنها كانت موجودة وقائمة تلك الساعة .
" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "(54) الأعراف .
تُبين الآية الكريمة أن الله عز وجلّ هو الخالق الواحد لجميع السماوات وجميع الأرض في جميع الكون ، كما يتضح أن المعنى من قوله تعالى " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " لا يُقصد منه النشأة الأولى للكون من العدم ، إنما لإظهار مدّة تقسيم السماء الكونيّة الواحدة " فِي سِتَّةِ أَيَّام " بما فيها من نجوم وكواكب إلى سبع سماوات أو سبع مجموعات منفصلة ، ثم ليستوي جل شأنه من بعد ذلك على سلطان مُلكه بعد أن أكمل نشوء الوجود وأتم نظامه وسخر الشمس والقمر والنجوم تمهيدا لنشوء الحياة على جميع الأراضي ( اقرأ باب العرش ) .
" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "(3) يونس .
يُبين الله عز وجلّ في بادئ الآية الكريمة مرحلة تنظيم الكون وتقسيمه إلى سبع سماوات وما بينها لقوله تعالى " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " ذلك أن الإشارة لخلق " السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " في الآية الكريمة به تحديد لمدة زمنية معلومة " فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ " للدلالة على أن المقصود منها هو تقسيم السماوات والأرض وليس نشوئها من العدم أول مرة ، وبالمثل فإن سبب الإشارة المباشرة للسماوات والأرض في الآية الكريمة على أنها متعددة إنما هو دليل يؤيد كمال نشوئهما ، ثم يلي هذه المرحلة قوله تعالى " ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ " ، وهذا بيان آخر يُظهر كمال نشوء الدّابة على الأرض بعد مرحلة التنظيم ومن ثم تكليف الناس بعبادة الله جلّ شأنه لقوله تعالى " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ " ، وبنهاية هذه المرحلة تنتهي مراحل نشوء الوجود المادي في الحياة الدنيا ، ليبقى على ما هو عليه إلى أن تقوم القيامة ومن بعدها تقوم الساعة وتصرف مادته ، وبالمثل نستنتج أن ما ورد ذكره في الآية الكريمة إنما هو بيان يكشف عن مرحلة تنظيم الكون وتقسيمه وخلق الحياة على الأرض ، وللسبب نفسه نجد في الآية الكريمة نفسها خطاباً مباشراً من الخالق جلّ شأنه إلى خلقة وتكليفه لهم بعبادته لقوله تعالى " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " كمؤشر بيّن يدلّ على وجود حياة في هذه المرحلة لسبب كمال نشوء الوجود والحياة الدنيا .
بعض من الآيات الكريمة ذات العلاقة
" وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ "(7) هود .
" الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا "(59) الفرقان .
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ "(4) السجدة .
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "(4) الحديد .
تُبين الآيات الكريمة جميعها أن الله عز وجلّ خلق الأقوات في جميع الأراضي وقدرها للناس أولا ... كدليل على وجود الأرضي تلك الساعة ، ومن ثم استوى جلّ شأنه إلى سماء الكون فقسمها إلى سبع سماوات ، كما يتضح من بعض الآيات الكريمة ، أن كلمة " السَمَاءٍ " التي ورد ذكرها بحال الفرد إنما تعني الكون ساعة تشكُله كمجموعة واحدة نتيجة لفتق الرتق وذلك قبل تقسيمه إلى سبع مجموعات ، لذا فالسماء المشار إليها إنما هي مرحلة مؤقتة لم يشهدها الناس من مراحل تكوين الكون القائم وقبل تقسيمه إلى سبع سماوات ، بمعنى أن النجوم والكواكب التي تشكلت أثر فتق الرتق لم تتخذ في مرحلتها الأولى نظاماً كونياً صحيحاً كالذي هي عليه الآن ، أو أنها قُسمت فور تكوّنها إلى سبع مجموعات ساعة أن فُتق الرتق ، إنما كانت مجموعة واحدة دون تقسيم ، ولسبب تداخل نجومها وكواكبها بعضها ببعض سميّت " السَّمَاوَات " التي تعارفنا عليها استثناءً في القرآن الكريم بكلمة " السَمَاء " لبيان أنها لا تزال مجموعة كونية واحدة ، وبعد تمام مراحل تَخلّقها وثباتها على وضعها الجديد ، يستوي الله عز وجلّ لتلك " السَمَاء " بعد تقدير الأقوات في جميع الأراضي ، فيقسمها جلّ شأنه إلى سبع سماوات أو سبع مجموعات كونية ، وليضع لكل مجموعة منها نظامها الفلكي الذي تبقى عليه إلى أن تقوم القيامة ومن ثم تقوم الساعة ، لذا فحين يَنتهي تقسيم " السَمَاء " إلى سبع سماوات ويكتمل تنظيمها ، يستوي جلّ شأنه على العرش بعد خلق الحياة على جميع الأرضي فيكلفها بعبادته جلّ شأنه ، وللسبب نفسه نجد أن القرآن الكريم لم يُشر بعد تلك المرحلة للسماوات السبع على أنها سماء واحدة أبداً .
من الآيات الكريمة ذات العلاقة بتقسيم السماء الكونيّة إلى سبع مجموعات قوله تعالى " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ "(9) فصلت .
الآيات الكريمة التي سبقت أشارت جميعها إلى خلق السماوات وخلق الأرضي بصورة منفصلة وكأن خلق الأرضي يَختلف عن خلق النجوم والكواكب الموجودة في بقيّة الكون ، ويعود سبب الفصل في الدرجة بين خلق السماوات وبين خلق الأرضي لسبب أن الأرضي كواكب حيّة وبها ماء ، أمّا بقيّة النجوم والكواكب فهي ليست حيّة مما يجعلها أقلّ درجة وأقل أهميّة عن خلق الأرضي ، لذا فخلق الأرضي المشار إليه في الآية الكريمة لا يشمل تَشكيلها ككواكب فحسب ، إنما ليشمل خلق الماء ومن بعده خلق الأرزاق وجميع أشكال الحياة بما فيها الدّابة والنبات ، كما ويشمل تأهيلها لتكون صالحة للبعث ومن ثم تأجيل صرف مادتها المكونة لها إلى ما بعد نهاية الحساب لجميع أشكال حياة الدّابة التي ستعيش عليها ، وبمثل تلك الأهميّة وغيرها ، بيّن الله عز وجلّ في الآية الكريمة أن خلق الأراضي جميعها وتهيئتها لتكون صالحة لحياة الدّابة عليها كان في يومين من مجمل الأيام الستة اللازمة لخلق المجموعات الكونيّة السبعة لقوله تعالى " خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْن " ، لذا فالخلق المشار إليه في الآية الكريمة لا يخص خلق ذات الأرض من العدم ، إنما يخص تهيئتها حين شاء الله عز وجلّ وقدر أن يُقسم السماء الكونيّة الواحدة إلى سبع مجموعات .
" فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "(12) فصلت .
قد يختلط المعنى عند الناس بين كلمة " خَلَقَ " السماوات السبع في ستة أيام ، أي تقسيمها إلى سبع مجموعات كونيّة بعد أن كانت سماء واحدة ، والتي خُصص منها يومين لتهيئة جميع الأرض لتكون صالحة لخلق الحياة عليها كقوله تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ... "(4) الحديد ، وبين التقرير الإلهي " فَقَضَاهُنَّ " في المدّة اللازمة لتنظيمها ولاستقرارها من قبل خلقهما في الوجود ! وهو موضوع الآية الكريمة ، بمعنى أن كلمة " فَقَضَاهُنَّ " لا تعني خلقهما أو تكوين ذات السماوات من العدم أبداً ، كما أنها لا تعني مدّة تشكيلها كمجموعات كونيّة سبع بعد أن كانت سماء واحدة ، إنما تخص التقرير الإلهي في المدّة اللازمة لاستقرارها بعد تقسيمها إلى سبع سماوات ... " فَقَضَاهُنَّ " وليس فخلقهن مثلاً ، وبالمثل نجد أن الآيات الكريمة ذات العلاقة بخلق ( وليس القضاء في أمرها ) السماوات والأرض تُشير جميعها إلى مدّة التقسيم على أنها ستة أيام ، ولهذا وردت كلمة " قَضَى " في مواضع مُختلفة من القرآن الكريم لبيان معناها الصحيح منها قوله تعالى " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى ( شاء وقدّر ) أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ "(117) البقرة " ، وقوله تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى ( شاء وقدّر ) أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ "(2) الأنعام " ، بمعنى أن قوله تعالى " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ " يراد منه بيان مدّة استقرارها بعد تشكُلها إلى سبع سماوات وليس مدّة تقسيمها .
تمهيد لبيان مصدر المادة
بعد أن تجلّت الكيفية التي تكوّنت عليها النجوم والكواكب نتيجة لفتق الرتق العظيم ومن ثم تقسيمها إلى سبع سماوات ، سنبحث في هذه المرحلة عن مصدر المادة الكونية التي شكلت الرتق أول مرة قبل أن ينفطر وتتفرق مكوناته في الكون ، أو الماهيّة التي أنشأ الله عز وجلّ عليها المادة من قبل أن تتجمع مع بعضها البعض في جزيئات صغيرة مكونة الرتق العظيم ، والذي انفطر فيما بعد مكوناً جميع السماوات والأرض وكل ما يحتويه الكون من مادة .
لتوضيح كيفيّة نشوء مادة الوجود أول مرّة من القرآن الكريم ، علينا أولاً نفسر بعض الكلمات التي ورد ذكرها في الآيات الكريمة ذات العلاقة تفسيرا صحيحا ، أهمها كلمة " السَّمَاء " ، وكلمة " سَمَاوَات " ، وعلاقة معناهما الجديد بتفسير نشوء المادة الكونية ، فالكلمتان وإن تشابهتا في مخارج اللفظ ، إلا أنهما مختلفتان كل الاختلاف فيما يراد لهما من معنى ، وعند التوصل إلى إظهار الفرق بين هاتين الكلمتين وتفسير معانيهما تفسيرا صحيحا بآيات بيّنات من القرآن الكريم ، عندها فقط سنتمكن بإذن الله تعالى من الكشف عن مصدر المادة الكونية وكيفية تكوّنها في الوجود الدنيوي .
عدل سابقا من قبل محمد فتحى في السبت نوفمبر 01, 2008 9:00 pm عدل 1 مرات
الأحد نوفمبر 11, 2012 7:19 pm من طرف hazemabdoo22
» أفرغ الكهرباء من جسمك
الإثنين مايو 02, 2011 2:30 pm من طرف أبى الدحداح
» مذكرة المراجعة النهائية ..... تشمل (أطلس + س&ج + تدريبات)
الأحد ديسمبر 05, 2010 3:41 pm من طرف مارينامجدىيوسف
» اربح إستضافه 10 جيجا + دومين لمدة سنة مجانا
الأربعاء سبتمبر 08, 2010 7:08 pm من طرف محمد فتحى
» الآن حمل أى فيديو من اليوتيوب وأى أى موقع آخر بدون برامج وباكثر من جودة وصيغة
الجمعة يونيو 11, 2010 3:19 am من طرف محمد نوفل
» مستنى ايه >>> رشح نفسك للاشراف
الجمعة يونيو 11, 2010 2:49 am من طرف محمد فتحى
» قاءمة كتب عن تاريخ الترجمة
الأربعاء يونيو 09, 2010 7:33 am من طرف محمد فتحى
» أولويات عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)
الأحد يناير 31, 2010 2:11 am من طرف محمد نوفل
» حارب الأنفلونزا
الأحد يناير 24, 2010 10:47 pm من طرف محمد نوفل
» تردد القنوات التعليمية الجديدة على النايل سات ومواعيد البرامج التعليمية
الأحد يناير 24, 2010 10:11 pm من طرف محمد نوفل
» موسوعة المعارف التاريخية (فى تاريخ الأمريكتين)
السبت يناير 09, 2010 3:02 pm من طرف محمد فتحى
» امتحان شامل على الوحدة الأولى جغرافيا .. وطننا العربى
الأربعاء ديسمبر 16, 2009 10:57 pm من طرف محمد نوفل
» امتحانين جغرافيا على الدرسين الاول والثانى من الوحدة الاولى
الخميس ديسمبر 10, 2009 3:02 pm من طرف محمد نوفل
» امتحان على درس أبو بكر وعمر بن الخطاب
الخميس ديسمبر 10, 2009 2:34 pm من طرف محمد نوفل
» أسئلة على درس وطننا العربى الموقع و المساحة
الخميس ديسمبر 10, 2009 2:16 pm من طرف محمد نوفل